كنت اعلم انك ستأتي واعلم انك محال أن تتركني ارحل وحيدة دون أن تمسك بكفي
وتعدني أن نكون هناك سويا ..هناك حيث لا ظلم لبشر ..هناك حيث استودعتك عند
الله ليفرَحني بك في جنته ..على سرر متقابلين..كنت اعلم أنك لن تخذل قلبي
..وسيحملك الحنين إلى دروبي التي أعياها الجفاف.
وها قد صدق فيك ظني وأتيت ..فاقترب يا مهجة الروح ..اقترب قليلا أريد أن
اسمع صوت أنفاسك ، تعال وانغمس في عيناي واغتسل بدمعي وخذ من بياضهما
واكتسي بالنقاء.....
اقترب ..ولا ترتعب من نحول جسدي واصفرار لوني وابيضاض شعري....لا تبتئس
واقترب لتسمع دقات قلبي تتسارع فلا أستطيع لها حصرا أتسمع قلبي وقد عادت
إليه الحياة!! ..غدا سيورق شعري من جديد ...وغدا سيتفتح جسدي .. ويتورَد
لوني ,,فاقترب ولا تبالي.....
اقترب واحملني ولنطير سويا هناك حيث غيابات الجب لنلتقط ما تبقى من حلمي
بك الذي ألقيته لحظة يأس فتنازعته نسوة المدينة وبنين به عمرا سعيدا..
اقترب واحملني فلم اعد اقدر على المسير فقدماي تجمدتا هناك على حافة رصيف
الانتظار ..فتعال وخذني إلى حيث النجوم والقمر ..أتذكر يا عمري أحلامنا
بأن انجب لك بنينا بعدد نجوم السماء وكنت أنا القمر ....
هيا اقترب ...فلم يعد في العمر بقية... ما بالك ترتجف!! ... أتخذلك قدماك
...كما خذلتني عمرا بأكمله...حسنا انتظر ..سآتي إليك
أنا....آآآآآآآآآآآآآآآآه
دخلت الممرضة التي كانت تسترق السمع للحديث إلى الغرفة مسرعة بعد صوت
الارتطام .. هناك على الأرض جسدا ممدا غادرته الروح نحو السماء ...وعلى
الوجه ابتسامه واليد تشير إلى شماعة بقرب النافذة علَق عليها الطبيب
المناوب معطفه الأبيض!!!!.