هناك صفة دنيئة موجودة في
بعض الرجال وهي التنقيص من شأن أهلها، فدائمًا يحقر من شأن أبيها أو أخيها
فيسلط عليهما موجة عاتية من التفاهة والتسطيح. احترم شعورها لتحترم شعورك
بالمقابل.
وإني
أرى فيك نضوج العقل، وبك ذكاء، فضلاً من الله ونعمة، ولا أظنه إلا سيتحول
إلى وسيلة جيدة لتحقيق أغراض السعادة بإذن الله. فنحن قد نحسن أو نسيء في
استخدام المفاتيح التي يسرت لنا.
ما
أجمل أن تكون زوجتك صديقتك تسد خللها وتستر زللها وتتجاوز عن هفواتها! فهي
صديقة العمر التي تخالطك في السراء والضراء وسط زحام الحياة وتطاحن
الأزمات، فلا شيء يخفف أثقال الحياة عن كاهل الزوجين كمثل أحدهما للآخر.
عودها
في الغالب على أن تنجز ما وعدتها به، فضعف الذاكرة، وضعف العزيمة عائقان
كثيفان عن الوفاء بالواجب، ولا تقارن نفسك بالنماذج المنتشرة بين الرجال،
ولتتطلع نفسك إلى المثل العليا، والنماذج المتميزة.
فالأخلاق
الزكية إنما تنبجس من قلب مؤمن يعرف الله ويتهيأ للقائه، ويرجو وعده،
ويخشى وعيده والشمائل الرقيقة طريق الفلاح في الدنيا والآخرة.
يقول مريد الخبر 'أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به فإن عملت به أيقنت ثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه'.
لتعلم
يا بني أن بر والديك واجب عليك، فلا تكلف زوجتك به، ولتكن منصفًا تعطي كل
ذي حق حقه، لا تدع الخيط مشدودًا بين زوجتك ووالدتك فتنقل عن هذه أو تنقل
إلى هذه، فلو دققت النظر في كثير من المشكلات لرأيت التطاحن المر بين
الزوجة ووالدة الزوج، والذي يعود سببه إلى عدم حسن إدارة الزوج.. فكن شديد
الحذر من عواقب الفرقة والاعتزال.
ونهاية
المطاف: أكثر من شكر الله فلقد وهبك زوجة حيية، عفيفة، ملتزمة ناضجة فهي
جوهرة مكنونة يندر وجودها في هذا الزمان والله تعالى يقول: {..لَئِنْ
شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7]، وكن من القليل الذين قال الله
فيهم: {...وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ:13