يعتبر الشعر تاج جمال المرأة بشكل خاص ولهذا فإن تساقطه
كثيراً ما يثير في نفسها الخوف من فقدان الشعر بشكل كبير. ومثل هذه
المشكلة تبدو اكثر حدة لدى فقدان الشعر في بعض المناطق بشكل واضح، كما في
حالة الاصابة بالثعلبة.
والثعلبة من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً وانتشاراً وهي عبارة عن تساقط
الشعر في منطقة محددة من الرأس أو الوجه أو بعض الأماكن الأخرى في جسم
الإنسان، وهذا المرض يصيب النساء والرجال بنسب متساوية ويصيب أية مرحلة
سنية. فقد يصيب الأطفال أيضاً..
عرف الانسان هذا المرض منذ مئات السنين، وأول من أطلق اسم الثعلبة على هذا
المرض هو العالم «سفاج» وقد ادعى بعض العلماء والأطباء ان هذا المرض يرجع
الى الاصابة ببعض الفطريات والميكروبات ولكن مع التطور السريع في علم
الميكروبات تم إثبات أن مرض الثعلبة ليس له علاقة بذلك، وقد سمي بهذا
الاسم لأن فراء الثعالب قد يضيره وجود بعض المناطق الخالية من الشعر ويؤدي
الى تشوهه ولذلك تقل قيمته عن نظيره غير المصاب.
وتعتبر الثعلبة مجهولة السبب ولكن الحالة النفسية والعصبية تلعب دوراً
مهماً في حدوث المرض، إذ يشير العديد من الدراسات الى أن التوتر النفسي
الناجم عن ضغوط الحياة اليومية يعتبر من أهم الأسباب المؤدية للإصابة
بالثعلبة، وهناك أسباب أخرى كالوراثة والبؤر الانتانية كالتسوس والجيوب
الانفية المزمنة والغدد وضعف قوة الابصار. وتفيد بعض الأبحاث بأن نقص بعض
العناصر مثل مادة الزنك يحدث مرض الثعلبة. وقد يؤكد هذا البحث أن زيادة
الزنك وليس نقصانه تؤدي الى حدوث خلل بالجهاز المناعي للإنسان المصاب
بالثعلبة. وعلى العموم فإن كل هذه العوامل مازالت تحت البحث وكلها
اعتقادات تحتاج لدراسة اكثر للحصول على نتائج علمية دقيقة.
والمظاهر السريرية أن الشكوى المشتركة بين معظم مرضى الثعلبة هي الخوف من
سقوط الشعر من الرأس كله وبالتالي الصلع وكذلك الناحية الجمالية للشخص.
وتظهر الإصابة على شكل بقع دائرية خالية من الشعر وقد تحدث في الحاجب أو
الذقن أو أي مكان في الرأس. ولايوجد أي احساس بالألم أوضمور في الجلد أو
أية اضطرابات اخرى. وقد تكون البقعة دائرية الشكل مفردة وبمنطقة محددة
بوسط الرأس مثلاً، وهذه الحالات تشفى بالعلاج أسرع من غيرها. وهناك نوع
آخر يظهر في أطراف الرأس على شكل شريط يحيط به وهذه الحالات كثيراً ما
تقاوم العلاج. وثمة نوع ثالث عبارة عن إصابة كل أجزاء فروة الرأس ويسمى
بالثعلبة الكلية وهي التي يسقط فيها شعر الرأس كله دفعة واحدة.. وهناك نوع
آخر عبارة عن تساقط كل شعر الجسم وفي جميع الأجزاء وهذه الحالات يصعب
علاجها وأفضل شيء لذلك استشارة الاختصاصيين. ومن الملاحظ ان الثعلبة
كثيراً ما يصاحبها تغييرات في الأظافر وكلما زادت شدة المرض زاد شمول
الأظافر على نتوءات وخطوط أفقية.
وينصح بعدم علاج الثعلبة إلا تحت اشراف طبي متخصص وعدم استخدام مواد
تقليدية تهيج الجلد مثل الثوم لما قد يكون له من أثر عكسي في العلاج وقد
يؤدي كذلك الى ضمور بصيلات الشعر.
ومن الأفضل أن يبدأ علاج مريض الثعلبة بطمأنته، بأن شعره سوف يعود للنمو
من جديد كما كان ،ويجب أن يقدم شرح تفصيلي للمريض عن طبيعة مرضه وأن
الاستجابة للعلاج يمكن ان تكون سريعة وقد تكون بطيئة.
وهنا لابد من الاشارة إلى أن مرض الثعلبة غير معد لبقية أفراد الاسرة أو
المحيطين، وتتجاوب الثعلبة مع العلاج في معظم حالاتها، في معالجة الحالة
النفسية والعصبية وعلاجات الغدد الصماء ومعالجة الاسنان واضطرابات النظر
وعند اصلاح ذلك فإن الشعر سرعان ما ينمو مرة أخرى، وقد وجد بالبحث أن
النساء والفتيات المصابات بمرض الثعلبة تكون درجة الاستجابة للعلاج لديهن
أفضل منها عند الذكور.. ومن المعالجات المعالجة الموضعية التي تشمل مركبات
الكورتيزون، الفينول وغيرها، وتعطي نتائج ايجابية في الكثير من الحالات
وتحت اشراف متخصص. وحديثاً أجريت بعض الدراسات والأبحاث حول علاج الثعلبة
بالموسيقا والايحاء النفسي وصوت الماء والبحر والطيور وقد استجاب عدد من
هذه الحالات استجابة تامة، وهذا ما يؤكد أن للحالة النفسية والتوتر العصبي
دوراً مهماً في حدوث مرض الثعلبة.
وفي أغلب الحالات ينصح المريض بالتعايش مع الحالة لعدم احتمال حدوث مضاعفات أخرى.